أبلغ من العمر (29 عاما) ومتزوجة من شخص يعانى من الانطوائية المفرطة ولا أعلم ما السبب الذى يجعله يتغاضى عن التفاعل مع أفراد المجتمع وكيفية التعامل معها؟
يجيب على هذا السؤال الدكتور محمد الحديدى، مدرس الطب النفسى بجامعة المنصورة:
مشيرا إلى أن الانطوائية قد تكون نوعين أولهما نوعا يؤثر على العلاقة الاجتماعية بين الفرد وبين زملائه فى العمل، وفى هذه الحالة تعد انطوائية مرضية قد تكون ناتجة عن أمراض الفصام أو الزهام أو اضطرابات فى الشخصية ذاتها، حيث يميل فيها الفرد للوحدة ويتطلب لعلاج هذه الحالة تدخلا طبيا دوائيا، بالإضافة إلى العلاج النفسى السلوكى.
أما النوع الثانى فقد يكون انطوائية لا تؤثر على علاقته بزملائه بالعمل، وبالتالى لا تؤثر على عمله بل تؤثر على اندماجه مع الناس فقط بشكل أو بآخر وقد تكون انطوائية نتيجة الرهاب الاجتماعى والتى قد يتملك الخوف فيها من الشخص، خاصة إذا رغب فى التحدث أمام الناس أو فى الأماكن المزدحمة، والتى تكون مكتظة بزملائه أو أقاربه فيتلاشى أن يتكلم فى هذا الوقت حتى لا يبدو ضعيفا أو خائفا أو حتى يقوم أحد الأشخاص بإحراجه أو التسبب له فى ضيق أمام الناس، لذا يخشى التحدث أو التدخل أو حتى الخروج معهم لبعض الوقت.
بالنسبة لعلاج الحالة الأخيرة لابد أن تقوم الزوجة دوريا بأخذ يد زوجها والخروج معه مرة تلو الأخرى ومحاولة إعمال عقلها فى عمل توازن اجتماعى بينه وبين المجتمع دون أن تجرحه وتبين له أنه يعد شخصا انطوائيا بل تتعامل معه على أنه متفاعل اجتماعيا، ويتم الخروج معه مرة فأخرى وبعد فترة تزول الانطوائية عن هذه الحالة، والتى تحتاج إلى وقت من أجل تغييرها وليست تتم بسرعة.
الكاتب: أمين صالح
المصدر: موقع اليوم السابع